جولة داخل القاعات السينمائية المغربية أتاحتها “سينما النهضة” بالرباط، في معرض صور، يأخذ زائريه في رحلة عبر التاريخ الذهبي لـ”الشاشة الكبيرة” في عدد من مدن البلاد، الصغيرة والكبيرة، وينبه إلى الحاجة إلى صيانة تراث العرض هذا، والتشبث به تعليما وتربية واهتماما مسؤولا
من مكناس إلى طنجة وبوجدور، فالرباط وتطوان وأكادير، والدار البيضاء ووجدة ومدن أخرى… يتيح هذا المعرض التعرف على تاريخ عدد من قاعات الفن السابع بالبلاد، باختلاف مصائرها بعد توالي السنوات، وتطور تقنيات العرض، وتغير الذّهنيات.يسلط المعرض “ضوءا على القاعات المظلمة للمملكة”، وينبه إلى أن المغرب “يتوفر على كنز مُغْفَل: قاعات سينمائية تمثل مختلف العقود، والتوجهات المعمارية، في القرن العشرين”.هذا “الكنز” يمثل تعددا وتمثيلا “نادرا” للأصل المعماري؛ لأنه بدول عديدة استبدل هذا الوضع الأصلي مع تطور قاعات العرض، وتحويلها إلى “قاعات متعددة الشاشات”
لكن، يتأسف المعرض، من كون هذا التراث مهددا؛ فـ”القاعات ذات الشاشة الوحيدة سائرة في طريق الاختفاء”، مع تطور وتعدد التقنيات التي تمكن من مشاهدة الأفلام.
في هذا الإطار، استحضر المعرض انتقال القاعات التي تستقبل الجمهور بالمغرب من 240 قاعة سينمائية في ثمانينيات القرن الماضي إلى ما يتجاوز 20 قاعة بقليل حاليا، كثير منها “يواجه صعوبات مالية”.
ويطمح المعرض إلى أن يكون “نقطة انطلاق” للتوعية والنقاش، من أجل مستقبل هذا التراث، ويعرف نفسه بكونه “مختبرا” من أجل خطوة واثقة من أجل هيكلة مستدامة، تقصد صيانة هذه القاعات وتثمين تراث القاعات السينمائية المغربية.
إلهام طريقو، مسؤولة تواصل “مؤسسة هبة” المدبّرة لسينما النهضة، قالت إن هذا المعرض قد انطلق من صور للمصور فرانسوا بوغان، الذي “اهتم بجميع قاعات السينما بالمغرب، وكان موضوعه مكان وجودها، وما دورها اليوم، وهل توجد مواكبة لها، وأخذ صورا من مدن صغيرة وكبيرة، لقاعات سينمائية لا تزال تعمل، وأخرى، مهملة، أو توقف عملها، أو بيعت”.
وأضافت المتحدثة في تصريح لـ هسبريس: “المثير للاهتمام” هو أن هذا المصور قد “ذهب إلى قاعات لا تزال تعمل، وأخرى تحولت إلى قاعات للأفراح والأعراس، وقاعات أغلقت تماما، وأصدر كتابا حاول أن يشرح فيه وجهة نظره، ويعلق على السينما بالمغرب”
وذكرت المصرحة أن من بين الصور المعروضة صورٌ التقطها بوغان لسينما النهضة بالرباط، وبالتالي كانت مناسبة للاحتفال بقرن من افتتاح هذه السينما، مع وضع عدد من الصور التي تحكي قصتها، وماضيها، والمهن التي كانت مرتبطة بها واختفت مع تطور العرض، لـ”نحكي القصة غير المعروفة، حول قاعات السينما، التي لم يتح لشباب اليوم التعرف عليها”.
ومن المرتقب، وفق المتحدثة، أن يتاح اكتشاف هذا المعرض، الموجود بالرباط، في عدد من مدن البلاد، بشراكة مع المعهد الفرنسي بالمغرب، في “وقت قريب” لم تحسم برمجته النهائية بعد.
.المصدر هسبريس